يدور الحديث حول وصية نطق بها الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم لابن عمه ابن عباس رضي الله عنه، عن أبي العباس عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوما، فقال: يا غلام، إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك........ الحديث. رواه الترمذي وقال:حديث حسن صحيح .
فهذه الكلمات تعتبر نبراسا يستضاء بها على مر العصور والأزمنة، قال بعض السلف إذا أردت أن تبلغ لأخيك في النصيحة فقل له : احفظ الله يحفظك . أي إلتزم أوامر الله تعالى، فقف عند حدوده فلا تقربها، وإياك أن تتعداها، فينطبق عليك قول الله تعالى: والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين «التوبة: 112».
قال بعض السلف : عنوان المؤمن : أن يجدك الله حيث أمرك، وأن يفتقدك الله حيث نهاك . قال الله تعالى : إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون «النحل: 128».
وحفظ الله تعالى أيضا يكون بالابتعاد عن كل ما حرم الله تعالى مثل : الزنا، والربا، وأكل الحرام، والغيبة، والنميمة، والكذب، وشهادة الزور، وأكل مال الناس بالباطل .......... الخ قال عمر بن عبد العزيز : ما من مؤمن يموت إلا حفظه الله تعالى في عقبه وعقب ولده .
ترجو السلامة ولم تسلك مسالكها
إن السفينة لا تجري على اليبس
قال قتادة : من يتق الله يكن معه، ومن يكن الله معه فمعه الفئة التي لا تغلب والحارس الذي لا ينام، والهادي الذي لا يضل . فالمسلم الحافظ لحدود الله يناله من الله فضائل كثير منها ما ورد في الحديث القدسي قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه: لا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي عليها، وإن سألني لأعطينه، وإن استعاذني لأعيذنه، رفعت الأقلام وجفت الصحف .
فعلى المسلم أن يكون وقافا عند حدود الله يحل حلاله ويحرم حرامه لينال جنة مولاه عز وجل..
د . ايمن حتمل
تحيتي $جوجو$